مجلس الدولة: قطاع الصحة الشامل يشهد حقبة ازدهار حقيقية!

　　اجتمع مجلس الدولة، وبرزت فيه أهمية "تعزيز قطاع الخدمات الصحية". وأشار الاجتماع إلى أن قطاع الخدمات الصحية يشمل العديد من المجالات، مثل الرعاية الطبية، والعناية الصحية، واللياقة البدنية، وهو جزء مهم من صناعة الخدمات الحديثة، فضلاً عن كونه حلقة ضعيفة فيها.
　　يُعد هذا إجراءً مهماً آخر لتلبية الاحتياجات الملحة للجمهور، ورفع مستوى الصحة العامة، وضمان وتحسين حياة الشعب، كما أنه آلية مهمة لرفع مستوى الخدمات، وزيادة فرص العمل بشكل فعال، وتشكيل نقاط نمو جديدة، وتعزيز التحول والارتقاء الاقتصادي.
　　التحول من "العلاج" إلى "الوقاية - العلاج - الرعاية"
　　مع التطور السريع للمجتمع وتسارع وتيرة الحياة، أصبح الوضع الصحي غير السليم ملازماً لنا، كما أن أمراض مزمنة تلقي بظلالها على العديد من العائلات. وتُشكل بيانات البنك الدولي بمثابة جرس إنذار، حيث تُحذر من زيادة عدد المصابين بالأمراض المزمنة بين من تزيد أعمارهم على 40 عاماً ثلاث مرات خلال العشرين عاماً القادمة.
　　يدفع هذا الواقع الصعب إلى ضرورة إصلاح النموذج الطبي التقليدي، والتحول من نموذج العلاج الأحادي إلى نموذج وقاية وعلاج ورعاية متكامل. تُمثل صناعة الصحة الشاملة تطبيقاً حياً لهذا التحول، حيث لا تركز فقط على علاج الأمراض، بل تولي أهمية أكبر للوقاية منها والحفاظ على الصحة، مما يوفر للجمهور خدمات صحية شاملة وطويلة الأمد.
　　يُشير طرح هذا المفهوم، "الصحة الشاملة"، إلى تطور سعي الإنسان نحو الصحة من مجرد الصحة الجسدية إلى الصحة الجسدية والنفسية والروحية متعددة الأبعاد.
　　لتحقيق الصحة الشاملة، يتعين علينا ترسيخ مفهوم الصحة الشاملة، ونشر المعرفة المتعلقة بالصحة الشاملة، وابتكار وسائل الصحة الشاملة، وتطوير اقتصاد الصحة الشاملة، وتحسين نظام الصحة الشاملة. هذه الإجراءات المتسلسلة لن ترفع فقط مستوى صحة الجمهور ونوعية حياته، بل ستُعزز أيضاً تحسين هيكل الصناعة، وستضخ قوة دافعة قوية في التنمية المستدامة للاقتصاد والمجتمع.
　　العصر الذهبي لصناعة الصحة الشاملة في ظل الطلب الكبير
　　لطالما كانت الصحة السعي الأساسي للمجتمع البشري. وبعد أن طرحت الدورة الخامسة للجلسة الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الهدف الكبير المتمثل في "تعزيز بناء صحة الصين"، استجابت الحكومات على جميع المستويات بحماس، لكن في مواجهة التحديات الصحية المتزايدة، مثل الإصابة بالمرض والفقر، والنزاعات بين الأطباء والمرضى، والتلوث البيئي، يبدو أن تطوير صناعة الصحة الشاملة أمر بالغ الأهمية.
　　حاليا، تحتل الصين المرتبة الثانية عالمياً من حيث الحجم الاقتصادي الإجمالي، كما أن عدد كبار السن يتزايد بسرعة، ومعدل الوفيات بسبب الأمراض المزمنة مرتفع، ومستوى المعرفة الصحية العامة في ازدياد، هذه العوامل مجتمعة تشكل أساساً متيناً لتطوير صناعة الصحة الشاملة.
　　ووفقاً لأحدث البيانات، بلغ حجم سوق صناعة الصحة الشاملة في الصين 12 تريليون يوان صيني في عام 2022، بزيادة 20٪ على أساس سنوي. ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 17.4 تريليون يوان صيني بحلول عام 2025، ويزيد إلى 29.1 تريليون يوان صيني بحلول عام 2030، مما يُظهر إمكانات سوقية هائلة وفرص نمو كبيرة.
　　علاج المرض قبل حدوثه: قوة العناية الذاتية
　　يُعد علاج المرض قبل حدوثه جوهر تطوير صناعة الصحة الشاملة. من خلال تغيير أنماط الحياة غير الصحية، مثل اتباع نظام غذائي مناسب، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين، وتقليل شرب الكحول، يمكن الوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة بشكل فعال.
　　أشارت تشين جيه، نائبة المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية السابقة، إلى أن الناس لهم الحق والمسؤولية في تحمل مسؤولية صحتهم، ويجب على الأفراد المشاركة بنشاط في إدارة صحتهم الذاتية من خلال العناية الذاتية. وهذا ليس مجرد مسؤولية تجاه الصحة الشخصية، بل أيضاً إسهام في الأسرة والمجتمع. إن فهم المعرفة العلمية المتعلقة بصحة الحياة، واستخدام وسائل العناية الذاتية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض، ويرفع من جودة الحياة.
　　تُعد صناعة الخدمات الصحية محركاً مزدوجاً للرفاهية والاقتصاد في العصر الحديث، وتُدفع التغيرات الاجتماعية والتقدم إلى الأمام بسرعة غير مسبوقة. من التحول من "العلاج" إلى "الوقاية - العلاج - الرعاية"، إلى نشر مفهوم الصحة الشاملة وتعميق تطبيقه، ومن تلبية الاحتياجات الملحة إلى تطوير الصناعة، كل خطوة تتطلب حكمة وإصرار الدولة، وكل لحظة تُشهد سعادة وامل المواطنين. في بداية العصر الحديث، دعونا نتكاتف معاً لنبني مستقبلاً زاهراً لصناعة الخدمات الصحية!